المدونة

ميديا ساك

المخاطر النفسية للصحفيين في اليمن أثناء تغطية الأحداث

 30 ديسمبر 2021

يواجه الصحفيون في اليمن العديد من الضغوطات المهنية والنفسية وكذلك السياسية، عند تغطية أحداث النزاع المسلح والأزمات المختلفة والكوارث الطبيعية التي قد تحدث في بعض مناطق البلاد، وتصنف مهنتهم الإعلامية ضمن أصعب المهن تعقيداً على مستوى العالم.

وعلى الرغم من تشابه المخاطر التي قد يتعرض لها أحد الجنسين من الصحفيين في بلد مزّقته النزاعات مثل اليمن، فان الصحفيات هن الأكثر عرضة لتلك المخاطر المهنية، بسبب خصوصية المجتمع في اليمن الذي يُنظر للنساء على أنهن ضعيفات ويفتقرن إلى المهنية وعدم القدرة على تحمل أي من الضغوطات النفسية او السياسية التي قد تواجهن خلال مزاولة عملهن الإعلامي.

تعرضت العديد من الصحفيات اليمنيات في مناطق النزاع لأحداث مؤلمة كالتهديد بالقتل والاعتداء اللفظي والجسدي، من قبل أشخاص محسوبين على أطراف النزاع في البلاد، أو حتى من قبل مؤسّسات إعلامية يعملن بها، وهو ما يقد يتسبب لهن بأذى نفسي كبير.

هذه الضغوط والمخاطر النفسية التي يتعرضن لها الصحفيات لا يمنعهن من تقمص دور الشاهد على الاحداث، الذي يعيش نفس مشاعر الخوف والقنوط التي يمر بها ضحايا الحرب والأزمات أو الكوارث الطبيعية، لذلك وجب عليهن الحفاظ على سلامتهن النفسية أثناء مواجهة أي قصص مأساوية.

أراء :

 وعن الأزمات النفسية المحتملة التي قد يتعرضن لها الصحفيات في اليمن قالت الصحفية “عبير واكد”: – تلقيت اخر تهديد خلال مسيرتي المهنية في مجال الإعلام، من عناصر تنظيم القاعدة في عام 2015م، أبان سيطرتهم على مناطق ساحل حضرموت، أمتنعت وقتها عن الكتابة وتوقفت عن الظهور الإعلامي لأني كنت خائفة على حياتي في ذاك الوقت.

وبعد تحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة رجعنا كصحفيات نكتب، لكن عامل الخوف لازال موجود بسبب بعض القيود على حرية التعبير والصحفيين، حيث تعرض وقتها العديد من زملاء المهنة الى اعتقالات تعسفية بسبب اراءهم المناهضة لبعض قيادات السلطة، وهو أحد الاسباب الذي جعلنا نترنح تحت تلك الضغوط النفسية.

وأشارت ” واكد” أن عامل الخوف يظل في الوقت الراهن يسكنا نتيجة الصراع والحرب، وهو الذي يدخلنا في حالة نفسية ويجبرنا أن نبتعد عن الكتابة خوفاً على أنفسنا، حتى وان كانت المواضيع التي تنشره بسيطة ولا تندرج ضمن المواد التحريضية أو خطاب كراهية ولكن ممكن يلقي عليك القبض أو تتعرض للانتهاك ويبقى هاجس الخوف يلاحقك دائماً.

وأوضحت أنها تعمل على انتقاء المواضيع جيداً قبل أن يتم ننشرها، فلتجارب التي لاحظنها على بعض الصحفيات والصحفيين يجعلنا ندرك جيداً أن هناك انتهاكات يتعرض لها الصحفيات والصحفيين جعلتهم عرضة للأذى النفسي وزادت من مخاوف عائلاتهم عليهم.

واستشهدت الصحفية “عبير واكد ” بحادثة استشهاد زميلتها الصحفية “رشا الحرازي” التي توفت في 9/11 من الشهر الماضي نتجه تفجير ارهابي تعرضت له في عدن، أصابها بالصدمة وشل من قدراتها بالتعبير والكتابة، مشيرة الى أن تلك الحادث رسخت في ذهنها أن الصحفيين باتو تحت خطر محدق في بلاد تعصف به الحروب وتغيب فيه أي قوانين لحماية الصحفيين، مؤكدة أنها كانت ضربة نفسية قاسية جعلتها حبيسة وضع نفسي لأشهر.

 

وأشارت الى هناك أسباب أخرى تجعل الصحفيات عرضة للصدمات النفسية، وهي الانتماءات الحزبية والواسطة والتهميش الذي يطالهن بعد تخرجهن من الجامعات.

الصحفية “أشراف العطاب” قالت: خلال مزاولة عملي كصحفية برفقة زوجي الذي يعمل مصور، واجهتنا الكثير من الضغوط النفسية، بعد ان تعرضنا في الحواجز الأمنية للتوقيف مع زوجي لمدة يوم كامل، كوننا نعمل في مجال الصحافة فقط، وهذه الحادث لازلت تتردد الى اذهاننا وتسبب لنا الكثير من المخاوف والقلق عند تنقلاتنا بين المناطق.

وأضحت أن فكرة التوقف عن مزاولة العمل الصحفي تردد دايماً اليها، بسبب الاضطرابات التي تعيشها البلاد وقلة الوعي بحق الصحفيين لدى أطراف النزاع في البلاد.

وأشارت الى أن كل هذه العوائق والسلبيات التي واجهتها والوضع الأمني المتردي لن يثنيها عن مواصلة مسيرتها المهنية، وتجاوز كافة العوائق، للحفاظ على مصدر رزقنا ومناصرة قضايانا بعيدا عن الضغوط المفتعلة من قبل تجار الحروب.

 

 

اشترك

اشترك في قائمتنا البريدية