مواد غرفة أخبار الجندر

18
نوفمبر

ملايين اليمنيات يعانين وسط ركام الحرب .. إيمان .. نازحة تنشد الأمان

 زهور السعيدي

لم استيقظ إلا على صوت الانفجار وقد غطى التراب كل شيء أمامي لأعلم فيما بعد أن قذيفة وصلت إلى حوش منزلنا ولولا لطف الله لانفجرت بنا

هكذا تروي لنا السيدة إيمان “منطقة منظر ” جنوب مدينة الحديدة قصتها ومعاناتها المسطرة بالدم والألم وهي التي لم يمضِ على ولادتها سوى بضعة أيام ” سقطت على الأرض من قوة الصوت وحينها لم أسمع إلا صراخ أطفالي أسرعت إلى المهد “الهندول ” حيث ينام مولودي فوجدته بلطف الله قد تغطى بالتراب ولكنّه نائم أمسكت أطفالي وأطرافهم وقلوبهم ترتجف من الخوف.

إيمان التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت ليست المرأة الوحيدة التي تأثرت بالحرب والمواجهات المسلحة بل هي واحدة من ملايين النساء اليمنيات التي ألقت الحرب بظلالها على حياتهن فوجدن أنفسهن وسط ركام الحرب ومسئوليات الحياة المختلفة وقطعن رحلة معاناة طويلة في المخيمات وفي البحث عن الزاد والماء والدواء.

وتواصل إيمان حديثها وهي في العقد الثالث من العمر : لم يكن أمامي سوى الهروب بأطفالي من تلك المنطقة بسبب اشتداد المعارك فيها التي لم تنته إلى هذه اللحظة وبدأت مشوار النزوح بكل آلامه بداية بتأمين مكان لأقيم فيه مع أطفالي و توفير أبسط الاحتياجات اليومية لهم.

ضغط نفسي كبير

وعن تقرير صادر عن قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي بصنعاء في العام 2020أن المرأة هي من الشريحة المجتمعية الأكبر التي تصدرت النزوح حيث تشكل النساء 70% من 4 مليون نازح داخليا.

وذكرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في تقرير لها حصل اليمن الحر الاخباري على نسخة منه أن واقع النازحين أكثر مما ترفعه الأرقام وان أعدادهم في تزايد.

وتواجه المرأة اليمنية النازحة بحسب الاخصائية الاجتماعية والنفسية عبير الصنعاني إلى ضغط نفسي كبير فتتعرض للعنف وتعيش مع أسر أخرى وتفتقر إلى الغذاء والماء ويرافقها الخوف على أطفالها خلال فترة النزوح وتعيش المرأة النازحة كسيرة حزينة.

مثقلة بالهموم فهي مشردة من منزلها وتفتقر إلى الأمان

إيمان نزحت مع أطفالها الثلاثة إلى صنعاء وعاشت أيام وليال في غاية الصعوبة في فصل دراسي بمدرسة أبو بكر في منطقة عصر ثم انتقلت الى مدرسة عبدالاله غبش في حي نقم بصنعاء التي تم فتحها مركزا لإيواء النازحين قبل أن تقوم بمغادرتها بعد أسابيع من النزوح الذي تشتد معاناته في فصل الشتاء.

خياري الموت

في تقرير لمنظمة “انتصاف” لحقوق المرأة والطفل اليمنية أنّه خلال الست سنوات المنصرمة قتلت 2394 امرأة وجرحت 2804 وتعرضت 456 امرأة وطفل إلى الاغتصاب في حين تعرضت 423 إمرأة للاختطاف وأن منطقة الساحل الغربي شهدت 685 جريمة منها 132 جريمة اغتصاب للنساء.

ويقول محمد الحرورة مسئول الحماية المجتمعية لشؤون اللاجئين: تعيش المرأة النازحة وضعا مأساويا فمع ارتفاع إيجار المنازل وغلاء الأسعار وزيادة أعداد النازحين في صنعاء تجد المرأة الساحلية نفسها مجبرة على العودة الى منزلها تحت نيران القذائف أو الموت جوعا وبردا في صنعاء وهكذا يعيش النازحون من حياة صعبة وتداعيات كارثية معقدة وخاصة القادمون من الساحل الغربي.

وأن عشرات المنظمات في اليمن تقوم بالعمل الإنساني ولكنها لا تستطيع أن تستهدف جميع النازحين وقد لا تصل أيضا المساعدات لبعض المناطق التي تكثر فيها النزاعات.

الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أخلاق الشامي قالت : إن الحرب تسببت في تشريد وحرمان النساء من أبسط حقوقهن كالحصول على الأمان والماء والغذاء والتعليم وأن الست سنوات من الحرب والمواجهات شردت النساء وأطفالهن وتعرضت المرأة لانتهاكات جسيمة فقتلت وشوهت واختطفت.

وتقول نجلاء الشيباني مديرة إدارة المرأة والطفل بمؤسسة الثورة للصحافة: تعاني المرأة اليمنية بسبب بشاعة الحرب وبالذات المرأة الساحلية فهي المرأة الأضعف فتعيش أوضاعا في غاية السوء وتفتقر لأبسط الحقوق وأضافت أن الحرب زادت معاناتها فشردتها وتعرضت للقتل المتعمد والاغتصاب والاختطاف وآخرها الجريمة البشعة قبل أيام وهي اغتيال وقتل الصحفية رشا عبدالله في عدن هي وجنينها وزوجها.

 

 

 

اشترك

اشترك في قائمتنا البريدية