الروائية اليمنية وقضايا المرأة في رواياتهن
الكاتبة اليمنية من ثقافة الضحية إلى الكتابة عنها
تعاني النساء مختلف أشكال العنف اليومي في المجتمع اليمني، والتعامل مع هذا العنف ومدى تقبله أصبح أمرا طبيعيا عند النساء بسبب ثقافة المجتمع، ولأن الكاتبة والروائية اليمنية هي من عمق هذه الثقافة وتمثل المجتمع اليمني بشكل مصغر، وكما يقال أن (الكاتب ابن بيئته مهما تغير المحيط أو الجغرافيا)، حاولنا في هذه المادة أن نعرف ما هي القضايا التي تتناولها الروائيات اليمنيات في رواياتهن وهل قضايا المرأة حاضرة عند الكتابة؟
قضية جدلية
الروائية سمية طه تعتبر أن المرأة اليمنية قضية جدلية، ومعظم جدليتها آتية من قضايا ليست بالضرورة أن تكون المحور في حياتها، فالمرأة اليمنية كانت وستظل شريكة الرجل، ولكن ذلك لا يعني أن حياتها سالكة وجميلة.
وتضيف سمية: إن معظم مشاكل المرأة تأتي من المجتمع والتقاليد الجائرة، ومن ثقافة الضحية.
فانتقاء الكاتبة لمشكلة متعلقة بالمرأة والكتابة عنها أمران مرتبطان بأسلوب الكاتبة نفسها وما الذي تريده من تناول هذه المشكلة.
وفيما يتعلق (بالثالوث) تقول: هذا الثالوث يمثل جزءا كبيرا مما يدور في أذهان الناس وأحاديثهم بشكل يومي، بحيث لا تكاد تنفذ هذه المواضيع والنقاش حولها. فلا عجب أن يلجأ لها الكاتب لتصبح جزءا من رحى الأفكار، وأن بعضهم يسعون لإثارة الضجة بالتحدث عن ما لا يألفه الناس، ونختتم حديثها أن المرأة اليمنية تعاني بصمت ولا أحد يسمع صوتها وشكواها، حيث أن المجتمع ما زال ينكر وجود إي مشاكل تخصها.
شعور بالاستفزاز
شذى الشعيبي التي تعيش خارج اليمن منذ ثلاثة وعشرين سنة تقول إنها لم تجد المرأة اليمنية تختلف عن غيرها، فقضايا المرأة تتشابه كثيرا وتختلف حسب طبيعة البلد وعاداته وتقاليده. وإنها قد أخذت على عاتقها أن تسلط الضوء على العادات والتقاليد الجميلة والأكلات الشعبية والأغاني المختلفة عن طريق روايات تتميز بطبيعتها الرومانسية الاجتماعية، وبالطبع لابد من تناول نماذج من العادات الخاطئة حتى يكون العمل مكتمل.
وفيما يخص الثالوث تقول: إنها لا تؤمن أبدا به، وإن كانت السياسة أخذت الحيز الأكبر في ظل هذه الأوضاع من ثورات عربية وحروب. وكروائية يمنية متشبعة بعاداته وتقاليده الإيجابية أسرد روايات عاطفية تحترم العقل الإنساني ولا تتطرق إلى الجنس بطريقة مبتذلة.
وقد اخترت أن يكون أو تكون بطلة الرواية من أحد الدول العربية لدمج الشعوب ولمعرفة القارئ أننا بالرغم من اختلافاتنا الظاهرية إلا أننا متشابهون في العمق.
وتضيف شذى: للمرأة اليمنية حكايات وقصص تستحق أن تقرأ وهي بيئة خصبة لكل روائية وروائي قرر أن يكتب عنها ويحلل قضاياه وصعوباته.
وعندما أحدث أصدقائي أننا في اليمن نجد السفيرات والوزيرات والطبيبات وغيرهن تصيبهم الدهشة بسبب الصورة النمطية التي يعرفونها عن المرأة اليمنية، وهذا يشعرني بالاستفزاز لجهل الجميع بقدرات المرأة اليمنية فأحاول أن اذكر هذه المحاسن لجذب القارئ العربي.
المرأة اليمنية تتمتع بالقوة
شذا الخطيب اكتفت بالقول : إنها قد ناقشت في روايتيها “الزنبقة السوداء” و ” أرواق رابعة” قضيتين من قضايا المرأة اليمنية، ففي الأولى كتبت عن فتاتين من اليمن مقيمتان في الأردن وما تواجهانه من مصاعب وكيف واجهتا هذه الظروف المتشابهة، كل منهما على حدة وحسب طبيعتها وثقافتها وشخصيتها ومبادئها في الحياة، وكيف تطورت الشخصيان، وفي الأخرى كتبت عن إرث المرأة وما يحاك حولها حتى لا تحصل على إرثها، فمن المعروف أن الكثير من الأسر لا تعطي المرأة نصيبها من الإرث، وقد عانت بطلة الرواية كثيرا حتى أن تمكنت من تأخذ حقها ولهذا وجدت أن هذه القضية تستحق أن يُكتب عنها.
وقد عرجت في الرواية إلى أن المرأة اليمنية تتمتع بالقوة رغم الصعوبات التي تواجهها مع الرجل من فرض الوصاية، وتختتم حديثها بالقول: لقد كتبت الرواية بمتعة عالية وأعتبرها من أحب الروايات التي كتبتها.
البيئة اليمنية بيئة خصبة للكتابة
وتختم أحلام جحاف -التي تعيش خارج اليمن: الروائيات في العالم كله يكتبن عن هموم النساء في مجتمعاتهن، وقد تتشابه الهموم وقد تختلف، وتقول” البيئة اليمنية بيئة خصبة للكتابة لتنوع قضايانا وتشابكها، وبالنسبة للروائية فبيئتها وما فيها هي المصدر الأول لكتابتها، وتستمر قائلة: أن الروائي الرجل أكثر حرية في الكتابة فما يكتبه يُنسب للإبداع والخيال والموهبة وإن تعلق بالجنس عكس المرأة التي تلصق بها تهمة أنها تكتب تجربتها الخاصة. وهذه معضلة تواجهها الروائية في المجتمعات العربية.