مواد غرفة أخبار الجندر

21
نوفمبر

معاناة النساء الحوامل في مخيمات النزوح في اليمن

 ميديا ساك

في ظل النزاع المستمر في اليمن، يجد العديد من النساء الحوامل أنفسهن في ظروف صعبة داخل مخيمات النزوح. حيث تعيش أروى (اسم مستعار) البالغة من العمر 26 عامًا، وهي حامل في شهرها السابع، في أحد المخيمات بمدينة مأرب، قائلة: “الوضع هنا صعب للغاية، لا أستطيع الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، والمخيم يفتقر إلى كل شيء. الحمل أصبح عبئًا إضافيًا في هذه الظروف القاسية”. معاناة النساء الحوامل في مخيمات النزوح هي قصة تتكرر يوميًا في العديد من المناطق التي تأثرت بالحرب في اليمن، حيث تزداد الصعوبات مع تدهور الظروف الإنسانية.

الفقر وقلة الخدمات الصحية في المخيمات

تواجه النساء الحوامل في المخيمات تحديات صحية كبيرة بسبب نقص الرعاية الصحية، حيث لا تتوفر الكثير من الخدمات الطبية الأساسية. تقول فاطمة (24 عامًا)، وهي حامل في الشهر الخامس وتعيش في مخيم في محافظة تعز: “الطبيب الوحيد في المخيم ليس لديه المعدات الكافية ولا القدرة على إجراء الفحوصات اللازمة. في حال حدوث مضاعفات، نحن مهددات بخطر كبير”. وفي ظل غياب المرافق الصحية الجيدة، تتعرض النساء الحوامل للمخاطر الصحية التي قد تؤدي إلى نتائج خطيرة على صحة الأم والطفل.

الظروف البيئية والمخاطر الصحية

تتفاقم معاناة النساء الحوامل في المخيمات بسبب الظروف البيئية السيئة، حيث يفتقر المخيم إلى المرافق الأساسية مثل المياه النظيفة، ما يعرض النساء لخطر الإصابة بالأمراض. تقول سعاد (22 عامًا)، وهي حامل في أشهرها الأولى بمخيم في محافظة شبوة: “لا يوجد ماء صالح للشرب، وأحيانًا لا نجد طعامًا كافيًا. في هذه الظروف، يصبح الحمل مرهقًا جدًا، بالإضافة إلى القلق المستمر على صحة الطفل”. ويضاف إلى ذلك نقص الغذاء المناسب للحامل، مما يعرضهن لأمراض سوء التغذية ويزيد من احتمالية الولادة المبكرة أو المضاعفات الصحية.

الضغوط النفسية والمعنوية على النساء

تعد الضغوط النفسية واحدة من أخطر المعوقات التي تواجه النساء الحوامل في مخيمات النزوح. تقول ليلى (28 عامًا)، وهي حامل في الشهر السادس في مخيم بمحافظة حضرموت: “أنا دائمًا في حالة من القلق والخوف. لا أعرف ماذا سيحدث لي إذا حدثت أي مشكلة صحية. ليس لدينا حتى مساحة خاصة للاسترخاء”. تضاف الضغوط النفسية الناتجة عن القلق المستمر حول سلامة الحمل إلى الوضع العام غير المستقر في المخيمات، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية والصحية للمرأة الحامل.

التحديات الاقتصادية وتأثيرها على الحمل

في مخيمات النزوح، يعاني السكان من الفقر المدقع، مما يجعل تأمين الأدوية والرعاية الصحية من التحديات الكبرى. تقول هند (30 عامًا) الحامل في شهرها الثامن في مخيم بالعاصمة المؤقتة عدن “حتى لو وجدنا مراكز طبية، لا يمكننا تحمل تكاليف العلاج أو الفحوصات، حيث أن المساعدات لا تكفي لسد احتياجاتنا الأساسية”. هذا الوضع يجعل النساء الحوامل في المخيمات عرضة للخطر، حيث قد يتعين عليهن التوقف عن تناول الأدوية أو الحصول على الرعاية الطبية اللازمة بسبب نقص المال.

 

غياب الدعم النفسي والاجتماعي

لا يقتصر تأثير النزوح على الظروف الصحية فقط، بل يمتد أيضًا إلى الجانب الاجتماعي والنفسي. تقول مريم (27 عامًا) الحامل في الشهر الرابع في مخيم بمحافظة المهرة: “عائلتي الصغيرة تعيش في خيمة صغيرة جدًا، ولا يوجد أحد يقدم لنا الدعم النفسي. لا يمكنني حتى التحدث مع الآخرين عن مشاعري. في هذا المخيم، تشعر وكأنك جزء من قطيع”. الدعم النفسي المفقود في المخيمات يزيد من عزلة النساء الحوامل، ويعزز من شعورهن بالقلق والضغط بسبب الوضع غير المستقر.

المساعدات الإنسانية ودورها في التخفيف من المعاناة

تعمل بعض المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات للنساء الحوامل في المخيمات، مثل توفير المواد الغذائية والأدوية الأساسية. لكن، وفقًا لريم سعيد، الناشطة في حقوق المرأة: “رغم جهود المنظمات الإنسانية، فإن المساعدات لا تفي باحتياجات النساء الحوامل بشكل كامل. هناك حاجة ماسة لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي”. فحتى في المخيمات التي تصل إليها المساعدات، لا تكفي هذه المساعدات في كثير من الأحيان لتلبية احتياجات النساء الحوامل في ظل الظروف الصعبة.

التحرك نحو تحسين الظروف الصحية للنساء الحوامل

يتطلب تحسين ظروف النساء الحوامل في المخيمات جهودًا مشتركة من الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية. تقول فاطمة (24 عامًا) أخصائية اجتماعية في مدينة المكلا: “نحتاج إلى مراكز صحية مجهزة وأطباء مختصين في رعاية الحوامل. الحمل في هذه الظروف يشكل عبئًا كبيرًا علينا”. ينبغي على المجتمع الدولي والحكومة اليمنية تكثيف الجهود لضمان توفير الرعاية الصحية الأساسية للنساء الحوامل في مخيمات النزوح، بما في ذلك التدريب الطبي للمستشفيات والمراكز الصحية وتقديم الدعم اللوجستي للأطباء.

في الختام، فإن معاناة النساء الحوامل في مخيمات النزوح في اليمن هي جزء من المأساة الإنسانية الأوسع التي يعيشها الشعب اليمني في ظل الحرب والنزاع المستمر. لكن هناك أمل في أن تساهم الجهود الإنسانية والتعاون الدولي في تحسين هذه الظروف الصحية، وتوفير الحماية الكافية للنساء الحوامل، حتى لا تكون معاناتهن ضاعفت المعاناة التي يعانيها المجتمع ككل. التغيير يبدأ بتوفير الرعاية الصحية الضرورية والدعم النفسي والاجتماعي للنساء الحوامل، لضمان حصولهن على أفضل فرصة لصحة جيدة ولعائلاتهن.

اشترك

اشترك في قائمتنا البريدية