زواج مع وقف التنفيذ
ومن الخجل ما أفسد الحياة. نعم، عندما يصبح حاجزا يمنع الفتاة من الحديث مع أهلها عن سرّ يتعلّق بعيب خَلقي في جهازها التناسلي قد يؤثر عليها مستقبلا في زواجها، ولو تحدّثت لأهلها لأمكنهم معالجة الأمر قبل أن تنضج وتصبح الفتاة مستعدة للزواج، لكن الخجل والعيب والخوف منعتها من البوح به.هكذا وقعت مأساة فتاتنا.
قصتنا عن بنت كانت مصابة بعيب خلقي، وهوحَبة في جهازها التناسلي، وقد منعها أن تعيش حياة جنسية طبيعية، ولم تتحدث بهذه المشكلة لأحد من أسرتها خوفا وحياء، وعند زواجها تفاجأ الزوج بذلك وأنه لا يستطيع معاشرتها جنسيا، فأصبح يذلّها ويعيّرها، ويهدّدها بالطلاق والزواج بغيرها، بدلا من أخذها للعلاج وإجراء عملية جراحية لها، وهنا الفتاة هي من وضعت نفسها في هذا الموقف بسبب صمتها وخوفها.
شخصية خجولة
تقول م.: “كانت لديّ حبة صغيرة في جهازي التناسلي، وكنتُ لا أهتم بها؛لأنها صغيرة، ولكن كلما كبرت، كانت تكبر معي، وكنتُ أخاف أن أخبر أمي؛ لأن الأمر حساس، ولأن شخصيتي وطبيعتي خجولة جدا، وخفت من أكون محل سخريةمن أخواتي وأهلي، ولم أكن أتوقع أن يكون للأمر تأثير سلبي على زواجي وحياتي الجنسية.
زواج مع وقف التنفيذ
وتضيف م.: “كانت المشكلة في أول يوم زواج، حين أصبح الأمر معرقلا، بل يمنع أن يكون الأمر طبيعيا، ولم تحدث المعاشرة، وكانت رد فعل زوجي مؤلمة جدا، فكان الغضب والكلام الجارح عني وعن أهلي، واتّهمنا بالغش والكذب، وكان ردي بالدموع وهو يهدد بالطلاق أو الزواج بأخرى”.
تعاطف أقرباء الزوج ينقذ الموقف
تحكي أخت الزوج: “بحكم أني أقرب الأشخاص لأخي، كان أول من أخبرني بالأمر، وهو مصمم على الطلاق، ولكني جلست معه، وطلبتُ منه الهدوء، وأخبرته أن لكل شيء حلا، وذكرته بكلام الله، وأن أبغض الحلال عند الله الطلاق، وأن عليه أن يصبر ويأخذها للعلاج، وقد تعاطفتُ معها كثيرا، وبالفعل وافق أخي وأخذها للعلاج الذي استمر لعدة أشهر”.
العادات والتقاليد
قالت الدكتور سارة بامهدي: “تُخفي النساء اللاتي لم يتزوجن (البنات) في مجتمعنا كثيرا من الأمراض والتشوهات الخلقية التناسلية، وهي تُعتبر في وقتنا الحاضر أمرا من السهل مناقشته، ويرجع ذلك لأسباب كثيرة، أهمها العادات والتقاليد التي تحظر التحدث في مثل هذا المواضيع، وإن دعت الحاجة للنقاش لأي سبب مرضي”.
دور الأسرة
أضافت بامهدي: “على الأسرة دور كبير في الاستماع والجلوس مع الفتيات، خصوصا الأمهات أو من ينوب عنهن لمناقشة بناتهن في حالة الإصابة بأي مرض تناسلي أو معالجة مشكلة خلقية تناسلية، وقد أصبحت الأمراض التناسلية شائعة، وأسباب انتشارها كثيرة؛ إذ تظن فتيات أن سبب الأمراض التناسلية غالبا ما ينتج عن اتصال جنسي، وهذا المفهوم الخاطئ سبب مشاكل كثيرة، وأدّى سكوت كثير منهن إلى مشاكل معقدة مثل العقم وصعوبة الحمل”.
وأضافت الدكتورة: “يجب توعية الفتيات والأهالي بأن ما يُصيب النساء بمختلف الفترات العمرية والحالة الاجتماعية هي أمراض عادية، ولها علاج فعّال في كل الحالات، خصوصا مع تقدم الطب وتوفّر جميع أنواع الأدوية وسهولة الحصول عليها، وهناك سرية تامة تخصّ كل طبيبة نساء وولادة، ولا يجوز لها البوح بأي معلومات حول المريضة أيا كان السبب؛ لأنه يُعدّ جرما طبيا يعاقب عليها الطبيب”.