مواد غرفة أخبار الجندر

24
ديسمبر

ألمٌ مصحوباً بأمل

 أسماء الجعدي

سوف أبدأ كلماتي قد تبدو تارة عادية ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الألم من الحزن والأسى والحروب والمرض. نعم، ولكنها رغم كل ذلك عاشت مكافحة ناجحة، شقت طريقها وصنعت من الألم  أملاً لها وللكثيرين من حولها حتى وصلت إلى النجاح.
سأبدأ لكم حكاية فتاة صغيرة ترعرعت  في مجتمع ذكوري يفضل الأبناء على البنات.

بدأت حكايتها منذ صغر سنها بدأت في المشاركة في مسابقات تارة مجلات، وتحصد المركز الأول، وتارة رسم وتحصد المركز الثاني، وتارة تخرج لتلعب بالدراجة الهوائية فتلقى الانتقاد واللوم من الكثيرين بأن الدراجة  للأبناء فقط، وأن إكمال التعليم للأبناء فقط، وفي المرحلة الإعدادية بدأت صحتها بالتدهور، وفي كل سنة تتدهور بشكل أكبر من السابق، ولكنها كانت تحاول جاهدة أن تستمر في محاولاتها  نحو النجاح.

وتدهورت صحتها أكثر لكنها متمسكة بالتعليم ولديها إصرار بأنها تريد أن تكمل تعليمها رغم كل الصعوبات لم يبقَ مستشفى لم تزره بحثًا عن الأمل في الشفاء لم يتبقَ علاج لم تجربة رغبةً بالشفاء، ولكن دون جدوى. عجز عن حالتها الأطباء فاستمرت  تقاوم مرضها لسنوات عديدة حتى تخرجت أخيرًا في الثانوية، وشاركت في مسابقة إنجاز اليمن، وحصلت على المركز الأول في اليمن في ريادة الأعمال بعد أن قامت مع مجموعة من زميلاتها بتأسيس شركة طلابية في المدرسة وتسافر إلى الكويت مصطحبة معها أدويتها للتنافس في مسابقة إنجاز العرب وحصلت هي وزميلاتها على المركز الأول في التأثير الاجتماعي عربيا.

وتعود إلى الوطن المليء بالحروب التي أنهكتها بجانب مرضها وجميع التحديات الأسرية والاجتماعية التي واجهتها فتعود لتحاول  الدخول إلى الجامعة ولكن دون جدوى  فليس لديها المال الكافي لإكمال دراستها الجامعية. كانت بين خيارين إما أن تعمل ليل نهار أن تعمل ليل نهار وتحارب كل أوجاعها وتعمل وتدرس في نفس الوقت أو أن تدع مشوار نجاحها وطريقه وينتهي بإنهاء دراستها الثانوية بحثت عن عمل مناسب حتى وجدت  العمل المناسب.
كانت تدرس صباحا وتعمل بعد الظهر حتى توفيت أمها فازداد حجم مسؤوليتها بعد رحيل والدتها أكثر فأكثر واستمرت تعاني حتى أكملت تعليمها الجامعي، لكنها كذلك لم تسلم من صحتها فقد كانت تتعب بشكل مستمر حتى أنها في يوم نامت وهي تستطيع المشي بلا عكاز، واستيقظت صباحًا لم تستطع أن تمشي إلا برفيق جديد وسند جديد. نعم، إنه العكاز الذي كانت تستند عليه، لم تتقبل وجوده في حياتها فلم تدع طبيب لم تزره بحثا عن التخلص من ذلك السند الذي لم تعتد وجوده في حياتها حتى تم ترقيدها في أحد المستشفيات لثلاثة أسابيع واجتمع الأطباء وعجزوا عن علاج الحالة بعد خروجها من المستشفى كان حفل تخرجها الجامعي لكنها قررت أن تحضره وأن تستند على صديقة لها في المشي فكان يوم من أشد أيام حياتها فرحة التخرج ممزوجة بألم  لم تستلم وقررت البحث عن أمل لها خارج البلد علَّها تستعيد عافية بدنها ذهبت إلى مصر بسندها العكاز ثم عادت بالعكاز أيضا كل ما أخبرها به الأطباء في مصر هو أن مرضها مناعي المنشأ قد يكون بسبب أن الأبوين أقارب، لكنها أيقنت أن الشفاء لن يأتي إلا من الداخل، فبدأت بعمل بعض التمارين بفضل الله تعالى وبدأت تحاول التخلص من العكاز حتى تخلصت منه رغم كل ما كانت تعانيه إلا أنها كانت طوال تلك السنوات الماضية تساعد الآخرين فقد أسست مبادرة شبابية في عام ٢٠١٥ لمساعدة الآخرين من مساعدات إنسانية إغاثية وتنموية وتدريب للشباب العاطل عن العمل، فهي تعمل حاليا مدربة في عده مجالات وتعمل أيضا في مجال الإدارة في إحدى الشركات الكبرى تقول صانعة الأمل في قصيدة من تأليفها في هذا الزمان نعيش يوما ثم نقول متى يحين الانسحاب ألا ليت الطفولة تعود يوما لأخبرها بما فعل الشباب وتنهي القصيدة لدى أصدقاء يعانون ما أعاني فاختارت آخر اسميته كتاب يقول لي اصبر ففي هذه الدنيا يا بني عجب عجاب سترى في طريقك النحل ثم سترى الذباب، فقلت له: لا تقلق سأقول دوما: نحن الشباب نحن الشباب.

اشترك

اشترك في قائمتنا البريدية