سفر المرأة للدراسة (اتهام أو فخر)
في ظل الأزمات والحروب المتفاقمة، وكثرة الصراعات في العادات والتقاليد؛ يصير النظر لتعليم المرأة نظرًا قاصرا ومحدودا في مجتمعاتنا اليمنية، ولكن هذه النظرة لم تكن عائقًا لبعض النساء من أجل إكمال دراستهن، وخصوصا بعد وعيهن بأنهن نصف المجتمع، وأنهن مساهمات إلى حد كبير في بناء أمة وجيل خال من الجهل والأمية.
إن التعليم حق من حقوق المرأة في المجتمعات، حيث تستطيع أن تبني جيلاً متعلمًا، وأن تبني أوطانا ومجتمعات باعتبارها الأساس في المجتمع، فالمرأة هي الأم وهي الأخت وهي الصديقة وهي عنصر مهم وأساس في بناء المجتمعات، وحرمانها من التعليم يعني سقوط الأمة وانتشار الجهل والأمية، ومن ثم يترتب عليه نتائج سلبية.
يعتبر سفر المرأة للدراسة في الخارج من أجل التعليم أمرًا غير يسير في المجتمع اليمني، وخصوصًا إذا لم توجد منحة دراسية تغطي الطالبة ومحرمها، كما أن نظرتهم للمرأة المسافرة من أجل التعليم نظرة قاصرة ومتدنية، ولكن هنالك الكثير من النساء لم يستسلمن لضغط المجتمع ونظرته، بل تحدين المجتمع وأكملن دراستهن في الخارج وأصبحن قدوة لكثير من النساء في تحقيق الطموح والأحلام وعدم الاستسلام للعادات البائسة.
كيف يمكن للمرأة أن تكسر العادات وتمضي رافعة رأسها ثم تأتي بما يدهش ويكون نموذج يحتذى به؟
شيماء بن عثمان إحدى القصص الناجحة في إكمال مسيرتها التعليمية ولم تستسلم لنظرة المجتمع أو لضغط العادات والتقاليد، فهي فتاة طموحة ومحبة للعلم حصلت على بكالوريوس آداب إنجليزي بجامعة حضرموت في مدينة المكلا.
وبعد تخرجها انخرطت في المجتمع المدني وكان انخراطها في الميدان باب يفتح من خلاله العديد من الفرص، حيث إنها شاركت في العديد من الأعمال التطوعية وأصبحت من مؤسسي نادي تكوين الثقافي، ومبادرة ميمز.
وكانت الأعمال التطوعية بالنسبة لها بمثابة مفتاح لكي تحصل على منحة دراسية وفرصة لقبولها في المنح بشكل أكبر، ومن خلال المجتمع المدني وسعت مداركها وعلاقاتها، وبسبب دعم والدها وأهلها استطاعت أن تحصل على منحة دراسية خارج اليمن.
شيماء لم تيأس على الرغم من أنها كانت تطمح بأن تحصل على منحة دراسية بعد تخرجها من اليمن وبالرغم من تخصصها في الجامعة في تخصص لم تكن تطمح به، استطاعت أن أن تحصل على منحة دراسية وأن تتخصص في مجال قريب من رغبتها.
استطاعت تحقيق حلمها وأن تسافر وحققت العديد من الإنجازات وأصبحت قدوة لكثير من النساء.
كثير هي الصعوبات التي واجهتها شيماء، إلا أنها حققت طموحها وأوصلت رسالة للمجتمع: بأن تعليم المرأة يعني نهضة المجتمع والأمة.
متى ندرك أن للمرأة دورًا كبيرًا في دفع عجلة التقدم؟