التفرقة بين البنت والولد أسباب مبدئية لمشاكل مجتمعية
يعتبر الأبناء والديهم قدوة لهم ومثلهم الأعلى في كل أمور حياتهم، حيث أنهم يقلدون تصرفات أبائهم وأفعالهم في شتى أمور الحياة.
ولكن كثيرًا من الأبناء يشتكون من تفرقة الوالدين بينهم وبين إخوتهم، وقد تكون هذه التفرقة على شكل مفاضلة بين الأخوة في المحبة أو المعاملة أو في العطاء المادي أو الروحي , والتفرقة بين الأبناء من الأمور الشائعة في المجتمعات اليمنية، فالكثير يفضلون الأبناء ” الذكور ” على الأبناء ” الإناث” ويميزون فيما بينهم، وهذه الظواهر انتشرت بشكل كبير في المجتمعات اليمنية منذ القدم ويرجع ذلك
إلى أسباب عدة ومن أهمها ضعف الوعي لدى الأباء والعادات والتقاليد التي اعتادت عليها اليمن.
حيث يعد التفرقة بمفهومها العام هي المفاضلة بين الأخوين في المحبة والأهتمام والرعاية مما يترتب عليها آثار ومشاكل بين الأخوة.
مسؤولية الأباء تجاه الأبناء
الأبناء أمانة استودعها الله تعالى للأباء والأمهات، ومسؤوليتهم تعد من مقومات التربية السليمة، فعند حدوث أي خلل في المسؤولية ينتج عنه طفل ذو مشاكل صحية او جسدية، وتعد التفرقة من المشكلات التي قد تحدث نتيجة نقص في مسؤولية تربية الأبناء وحدوث هذا الخلل أو النقص من الأسباب المؤثرة على الطفل بشكل كبير والتفرقة بين الأبناء البنت والولد من الأمور المعروفة في المجتمعات اليمنية هي تفضيل الولد على البنت؛ فالولد هو من يحمل نسب العائلة ويكمل مسيرتها لذلك يحظى بالكثير من الإهتمام والرعاية في جميع الأمور.
وهذه التفرقة تعكس على علاقة الأخوة فيما بينهم وينشأ العديد من المشاكل النفسية والمشاحنات بينهم كما تؤثر سلبا على شخصية الأبناء فيولد الإبن ذو شخصية ضعيفة ويرجع لك في الأساس إلي الأب والأم حيث أنهم أول من يقوموا بهذا العمل الذي قد يلفت الأخوة على وجود نقص فيما بينهم.
وتعد أسباب التفرقة هو اعتقاد الكثير من الأباء أن سبب التفرقة بين الولد والبنت يرجع اختلاف وتفاوت الفروقات والطبائع الشخصية وتفاوت المعاملة واختلاف السلوكيات بشكل عام، حيث يرى بعض الأباء أن الافاده سوف يحققها من ابنه ” الولد ” وأن البنت لا أهمية، كما يرجع أسباب التفرقة إلى عدة أسباب ومنها الجهل حيث يعد الجهل عدو الإنسان والمجتمعات وعدو التطور منذ القدم، كما قد يكون التفضيل بين الأخوة بسبب العمر أو الجنس او الفروقات الفردية بحيث يميل الأباء في الغالب الى الأبن الأكثر ذكاء وجمال عن الاخر، ونلاحظ في المجتمعات اليمنية أن الاهتمام والرعاية يكون للذكور بشكل عام أكثر من الإناث وهذا التفضيل قد يحرمها من أمور عدة كرمها الإسلام بها، كما قد يكون التفضيل بين الأبناء بسبب العاهات الجسدية او المشاكل النفسية لذلك نجد بعد الأباء يفضلون الابن السوي عن الآخر.
وهذة التفرقة قد تنتج عنها العديد من المشكلات النفسية والجسدية وقد يترتب عليها مجموعة من الآثار.
“آثار التفرقة”
وتعد التفرقة بين الأبناء من الأسباب التي تؤدي إلى عقوق الوالدين، ونشر الحقد والحسد والكراهية بين الأسرة، ومن ثم ينعكس على شخصية الطفل على وجهه الخصوص وعلى المجتمع على وجهه العموم وقد يترتب عليه مجموعة من الآثار ومن أهمها أنه يزرع بين الأخوة الحقد والحسد والغيرة والإنانية وقد ينتج عنه اللجوء إلى اصحاب السوء والغرباء من اجل الحصول على الحنان والاهتمام والرعاية، كما قد ينتج عنه الإصابة بأمراض نفسية أو جسدية ويصبح الطفل عاقا بوالديه نتيجة التفرقة، والتفرقة من المشكلات التى قد تقضي على الطفل والمجتمع اذا لم يتم معالجتها أو محاولة التقليل منه وربما توجد حلول للتفرقة فهناك مجموعة من الحلول عند اتباعها قد تقلل او تقضي على مشكلة التفرقة
كما يرجع الحل الأول والأساسي هو وعي الوالدين تجاه مشكلة التفرقة فيجب الوعي الكامل في تربية الأبناء حتى لا تحدث مجموعة من الاختلالات والمشاكل، فجيب على الأباء الأخذ بعين الاعتبار أن لكل طفل له سلوك وشخصيه تميزه عن الآخر، والابتعاد عن المقارنة قدر الإمكان حيث لا يحدث بين الأخوة والعائلة مشاحنات فيما بينهم، كما يجيب على الآباء الابتعاد عن الاهتمام والعناية لطفل دون اخر فلابد أن يساووا بين الأخوة في جميع الأمور المادية أو المعنوية حتى يتم بث روح التعاون والألفة بين الاخوة والعائلة.
وتعد التفرقة من مشكلات القديمة قدم الزمن التى تحتاج الى حلول لكثرة انتشرها في المجتمعات اليمنية والتي قد تسبب العديد من المشاكل، لذلك يجب على الأباء الحرص على عدم التمييز او التفرقة بين الأبناء.