وضع الصحفيات باليمن وانتهاك حريتهم الصحفية
تصنف مهنة الصحافة من ضمن المهن الاشد صعوبة وخطورتها ، كونها الوسيلة الوحيدة المخصصة في نقل و تحليل جميع الاحداث بضوابط ومعاير مهنية خاصة تساعد الراي العام على مشاهدة وفهم خلفية الاحداث بشكل واضح ومختلف جعل منها ان تكون سلطة رابعة لدورها المحوري والهام في تغير وتصحيح وكشف الكثير من الاحداث و الانتهاكات التي يشهدها العالم يومياً ، لذلك جعل منها دورها الرقابي والناقد للأحداث ان تكون مهنة صعبة وشاقة و ند حقيقي للأنظمة يطلق عليه السلطة الرابعة ، فهي تلعب دوراً هاماً في نقل الحقائق و تسليط الضوء على الأحداث بما فيها القضايا المرتبطة بانتهاكات حقوق الأنسان والأفعال المرتبطة بهذه السياق .
وبهذا يكون امام كل من يمتهن الصحافة مهام صعبة وشاقة فالصحفيون والصحفيات لإبد ان يتمتعون بالعديد من المهارات الصحفية لأبرزا الحقائق بعمل التحقيقات الاستقصائية وكتابة التقارير الصحفية بشكل مهني محايد لوسائل الأعلام سواء كانت المطبوعة او المسموعة او حتى المرئية.
ورغم التزام و تحلي الكثير من الصحفيات بتلك الضوابط المهنية خلال نقل الاحداث المتنوعة، إلا إن النتائج دائماً ما تكون عكسية و سلبية، حيث دفعت الكثير من الصحفيات ضريبة باهظة، و اصبحن ضحايا لانتهاكات متنوعة، كالقتل والاخفاء القسري و التهديد وغيرها من اساليب الترهيب.
وضع الصحفيات في اليمن
وبما ان عمل الصحفيات في أكثر الدول استقرارا لم يخلو من المخاطر والانتهاكات، فمن البديهي ان يكون عمل الصحفيات في اليمن محفوف بالعديد من العوائق بسبب النزاع المسلح والازمة السياسية التي تعصف بالبلد منذ اعوام، إضافة الي خصوصية المجتمع اليمني، هذه العوامل افرزت فكر معادي عدواني تجاه العديد من الصحفيات و حد بشكل كبير من تنقلاتهن اثناء مزولة عملهن الصحفي.
كما إن ضعف اجهزة الدولة الأمنية وقلة الوعي لدى افراد المجتمع تعد أبرز العوامل لممارسة الانتهاكات ضد الصحفيات اليمنيات.
هناك انتهاكات اخرى تمارس ضد الصحفيات في اليمن ، تتمثل في التحرش الجسدي والفظي من قبل بعض الزملاء في المؤسسات الاعلامية او رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، لعدم وجود قوانين تحمي الصحفيات من تلك الممارسات.
تحديات
يواجهن الصحفيات اليمنيات خلال ممارسة عملهن الصحفي العديد من التحديات ، الإعلامية آفاق الحاج من محافظة تعز تقول: في بيئة حرب كاليمن يتعرض الصحفيون للعديد من الانتهاكات ومن بينهم تحديدا الصحفيات اللاتي يواجهن تحديات مضاعفة خصوصا في مجتمع لايزال ينظر لعمل المرأة نظرة قاصرة فكيف لو كان عملها في مجال الإعلام ، وبالرغم من أن كثير من الاعلاميات والصحفيين اليمنيات استطعن أن يثبتن حضورا مميزا الا أن ذلك لم يمنع من تعرضهن للانتهاكات بين التهديد والتنمر الالكتروني والممارسة القمعية واحيانا الاعتقال والاحتجاز التعسفي.
واكدت أن هذا يعود إلى طبيعة المجتمع اليمني والصراع الحاصل الذي يشهده البلد وحالة الفوضى كذلك والتي أدت إلى عدم تفعيل القوانين التي تحمي الصحفيين بما فيهم الصحفيات وهذا يقود إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الصحفيون بشكل عام.
و طالبت بالعمل على تشكيل آلية للمساءلة الجنائية، كأولوية لدى المجتمع الدولي لجمع الأدلة وحفظها تمهيدًا لمحاسبة المنتهكين،
والواجب على السلطات اليمنية أن تتبنى دورا مسؤولا في حماية الصحفيات ووقف الانتهاكات بحق العاملين في هذا المجال بموجب القوانين الدولية.
من جانبها قالت الاعلامية شيماء القرشي من محافظة صنعاء: يتعرض الصحفييون عموما في اليمن للكثير من الانتهاكات التي تطال حقهم في الحياة قبل ان تطال حرية الصحافة.
واوضحت ان الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات تعتبر اكثر شدة باعتبار النساء الطرف الأضعف في معادلة الحرب في اليمن،
الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفية ليست متوقفة على الإعتداء اللفظي والابتزاز الرقمي بل وصلت للإختطاف والبتل وهذا ما حدث مع الصحفية رشا الحرازي.
وقالت نحن نرى كصحفيين انه بات من الضروري تفعيل وسائل حماية للصحفيين على الأقل في الجانب النفسي والرقمي خاصة وأننا اليوم نعيش في حالة حرب جميع الأطراف فيها لا يأبهون بحياة الصحفي او حرية الصحافة.
وبدورها قالت الاعلامية إصلاح صالح: لا يزال من غير الآمن أن تعمل الصحفيات في اليمن، في ظل واقع الحريات الإعلامية البائس والبيئة الهشة الحاضنة للعمل الإعلامي فيها، حيث تواجه الصحفيات في اليمن قيود أكبر من الصحفيين الذكور بسبب صعوبة التنقل والوصول للمعلومة، وأيضًا القيود الأسرية والمخاوف من التعرض لمخاطر أو التشهير والانتقام منهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحسابات المزورة،
واضافت: كما يواجهن انتهاكات أخرى حين يقمن بمهام نشر المعلومة والبحث عنها أو إذاعتها عبر مختلف المنصات الإخبارية. وخير دليل ما تعرضت له الصحفية رشا من عملية اغتيال، وأيضا اعتقال الصحفية هاله باضاوي، كما تعرضت عدة صحفيات لحملات تشهير بسبب عملهن الصحفي وتطرقهن لقضايا حساسة.